د.سلمان العودة
د.عايض القرني
القلب بيت الحب، وقد سكن في قلبي حبّ سلمان، فصاح لسان الحال: (سلمان منّا آل البيت).
قالوا: إن سلمان تحوّل وتغيّر، بل تجدّد وتطوّر (لتركبنَّ طبقاً عن طبق) ومن ذا الذي يبقى على حال إلا أهرامات مصر أو معبد كليوبترا أو متحف اللوفر؟ أما الإنسان الفطن الواعي فمن حسن إلى حسن، فكيف إذا كان عالماً متوقِّداً ماهراً لبيباً؟ للشافعي قديم وحديث، ولأحمد أربع روايات، ولعمر: ذاك على ما قضينا، وهذا على ما نقضي.
جئت بقدر على غير موعد سابق لأصادف صديقي بين ملايين الناس، صديق في قلبه إيمان، وفي عينيه إصرار، وفي جبينه شَمَم وهِمم، وعلى تقاسيم وجهه مَضاء وإباء ووفاء
إنه الشاب الذي ظفرت به في الدراسات العليا بالرياض، فكان هو المشار إليه بالبنان عند ورود معضلة علميّة، وكلما دلفت مشكلة أدلى بدلوه،
وقد حصل لأخي سلمان فهد العودة من الحظوة والقبول والثناء ما فاق الوصف، ويكفيه هذا سلوةً وعزاءً بعد ثواب الله بإذن الله، حتى لقد وصفه علاّمة الزمان شيخنا ابن باز بأنه علاّمة، والشيخ ابن باز لا يلقي الأوصاف جزافاً.
له عشرات الكتب في أبواب المعرفة وفنون العلم ودروب الثقافة، وعشرات البرامج الفضائية، ومئات الأشرطة، دلف على الناس ببرنامج (حجر الزاوية)، فأفتى ووعظ، وخطب ونظّر، وحرّر وأجاب، واستدرك واستشهد، وأبدع وأمتع، تنهال عليه الأسئلة من شتى الدول وسائر القارات في العلم الشرعي والتاريخ والسياسية والتربية والفكر، فيأخذ دلو الحكمة، فيستحيل بيده غرباً حتى يصدر الرعاء من مورد عذب مبارك (عيناً يشرب بها عباد الله يفجّرونها تفجيراً)، شرح بلوغ المرام، فأورد ما أذهل الفقهاء، وأعجب العلماء، فهم دقيق بكلام رقيق من بحر عميق.